المنظمات و الحفاظ على البيئة

يشكل التغير المناخي احد اكبر المخاطر التي تواجه العالم حاليا، وهي ظاهرة دولية عابرة للحدود ذات تأثيرات متعددة. لقد اجتمعت دول العالم تحت مظلة الامم المتحدة لتواجه هذا التحدي، فكانت النتيجة صدور معاهدة الاطار للامم المتحدة حول التغير المناخي (United Nations Framework Convention on Climate Change) عن قمة الارض سنة 1992 في البرازيل، والتي دخلت حيز التنفيذ سنة 1994. تبع ذلك لاحقا اقرار بروتوكول كيوتو الذي دخل حيز التنفيذ في العام 2005. والبروتوكول يشكل معاهدة دولية تلزم البلدان المتقدمة الموقعة عليه بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 5% مقارنة بالمستويات المسجلة سنة 1990.
وخلال مؤتمر بالي 2007 حول التغير المناخي، اتفقت دول العالم ان تعمل سويا لمدة سنتين للتوصل الى نص اتفاقية جديدة حول التغير المناخي مع نهاية العام 2009. ففي ديسمبر 2009، سيعقد في مدينة كوبنهاغن المؤتمر الدولي حول التغير المناخي، حيث من المتوقع ان تتوافق الدول على اتفاقية جديدة حول التغير المناخي التي سوف تحل مكان اتفاقية كيوتو بعد انتهائها سنة 2012.
يشكل التغيير المناخي تحدياً كبيراً للدول العربية لتأثيراته السلبية على مصادر المياه والأمن الغذائي من خلال التصحر وتردي القطاع الزراعي بالإضافة إلى ارتفاع المياه الساحلية. ومع أن المنطقة العربية تمتلك وفرا من مصادر الطاقة المتجددة مما يسمح لها ان تلعب دورا محوريا في مرحلة التفاوض والعمل باتجاه اتفاقية جديدة حول التغير المناخي، إلا أنها تفتقر إلى سياسات متكاملة للتعامل مع التغير المناخي.
إن مواجهة التغير المناخي تتطلب العمل من اجل نظام عادل يسمح بتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وتعزيز الامن الانساني واحقاق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشعوب. كما ان لأزمة التغير المناخي اثاراً مباشرة على تأجيج الصراعات وبالتالي فهي تتطلب اعادة النظر في انظمة الانتاج والاستهلاك والتجارة الدولية. وفي صلب هذه المسألة تقع قضايا الاصلاح الزراعي والولوج الى مصادر الماء والصول إلى الأراضي الصالحة، وتعزيز السيادة على الغذاء والطاقة

شكرا